مسقط- الرؤية
اختتمت أكاديمية براعة بالتعاون مع شركة "بي. بي. عُمان" البرنامج التدريبي "رحلة مصمم"، بمشاركة 57 شابًا وشابة من الكوادر الوطنية، وذلك بعد برنامج مكثّف امتد لثلاثة أشهر متواصلة ركّز على تأهيل الشباب وصقل مهاراتهم في مجالي التصميم والعمارة وفق أحدث المناهج والتقنيات العالمية.
وجاء البرنامج كمنصة تدريبية متكاملة هدفت إلى تمكين الخريجين والباحثين عن عمل، حيث تضمن مسارين رئيسيين، الأول في العمارة والتصميم الداخلي، والثاني في التصميم الجرافيكي وتصميم المنتجات. واشتمل على حلقات عمل تقنية يومية أتاحت للمشاركين فرصاً عملية مباشرة لتطوير مهاراتهم، وأسهمت في ربط الجانب النظري بالتطبيق العملي. وخلال فترة البرنامج، أُنجز أكثر من 160 مشروعاً تطبيقياً، كما تم تطوير أكثر من 30 نموذجاً أولياً لأفكار إبداعية مبتكرة، إلى جانب تنظيم ستة معارض متخصصة عرضت نتاجات المشاركين، ووفرت لهم منصات للتواصل المهني والإرشاد الاحترافي، مما عزز جاهزيتهم للانخراط في سوق العمل أو إطلاق مشاريعهم الخاصة.
وقال المهندس سعيد الشيذاني، المؤسس والرئيس التنفيذي لأكاديمية براعة: "إن برنامج (رحلة مصمم) يتجاوز كونه مبادرة تدريبية تقليدية، فهو يهدف إلى إيجاد قيمة اقتصادية مضافة من خلال إعداد جيل قادر على تلبية احتياجات سوق العمل في القطاعات الإبداعية، مشيراً إلى أن الاستثمار في مجالات التصميم والعمارة لا ينعكس فقط على المستوى الفردي للشباب، بل يسهم كذلك في رفع كفاءة الصناعات الوطنية، ودعم قطاعات ناشئة مرتبطة بالاقتصاد الإبداعي، وهو ما يشكّل رافداً مهماً لتنويع مصادر الدخل وتعزيز التنافسية الاقتصادية لسلطنة عُمان".
من جانبه، أكد إبراهيم الهنائي، مدير الاستثمار الاجتماعي في "بي. بي. عُمان والكويت وقطر"، أن البرنامج يمثّل نموذجاً عملياً على كيفية ربط التدريب الأكاديمي باحتياجات السوق، موضحاً أن المشاريع والنماذج الأولية والمعارض التي خرج بها المشاركون تعكس قدرة الكفاءات الوطنية على تطوير منتجات وخدمات مبتكرة تلبي متطلبات قطاعات حيوية مثل الإنشاءات، والتسويق، والتقنيات الإبداعية. وأضاف أن مثل هذه المبادرات لا تقتصر على تعزيز فرص التشغيل فحسب، بل تسهم أيضاً في إيجاد بيئة اقتصادية مستدامة تدعم ريادة الأعمال وتواكب توجهات رؤية عُمان 2040 نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والإبداع.
ويأتي اختتام برنامج "رحلة مصمم" ليجسّد قيمة الشراكات في دعم الاقتصاد الوطني عبر تمكين الكفاءات الشابة وتعزيز قدراتها الإبداعية، بما يسهم في تزويدهم بالمهارات التقنية اللازمة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. ويفتح هذا التوجه آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد الإبداعي ليكون رافداً محورياً في تنويع مصادر الدخل، وإيجاد فرص عمل نوعية، وتعزيز تنافسية سلطنة عُمان إقليمياً ودولياً، بما يواكب مستهدفات رؤية عُمان 2040.